إطلاق Call of Duty Black Ops 7: كيف تحولت بطاقات الـCalling Cards إلى مرآة لصراع الصناعة مع الذكاء الاصطناعي

 

credit: Call of Duty blog

منذ اللحظة التي بدأ فيها اللاعبون يتصفحون محتوى Call of Duty: Black Ops 7 بعد الإطلاق، كانت بطاقات Calling Cards هي أول ما أشعل فتيل النقاش. ليس لأنها ميزة جديدة أو لأنها تقدم مكافآت لافتة… بل لأنها تبدو، ببساطة شديدة، وكأنها خرجت مباشرة من مولّد صور يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

موجة الغضب الأولى: عندما لاحظ اللاعبون ما لم ترغب أحد في قوله صراحة

لم يستغرق مجتمع اللعبة وقتًا طويلًا قبل أن يربط بين الطابع "غير المصقول" لبعض بطاقات التحديات وبين مخرجات النماذج التوليدية المنتشرة بكثرة. وقد رصد Eurogamer هذا الانقسام بوضوح؛ أحد مستخدمي Reddit صاغ إحباطه بجملة واحدة قاسية:

“هذا عمل رديء… اللعنة على هذا.”

وفي المقابل، وكما أبرز التقرير نفسه، ظهر صوت آخر على منصة X لا يأبه بالجدل أصلًا:

“لا يهمني من صنع الصورة طالما تبدو مقبولة.”

هذه المفارقة ليست جديدة، لكنها هذه المرة تمس لعبة يصل سعر نسختها الممتازة إلى أكثر من 130 دولارًا في بعض المناطق، ما يجعل أي شك في جودة الأصول الفنية أكثر حساسية.

عندما يصبح الاعتراف إلزاميًا: إفصاح Steam الذي غير النقاش

هناك نقطة مثيرة هنا: Activision لم تنكر استخدام الذكاء الاصطناعي. على العكس، أفصحت الشركة بوضوح في صفحة اللعبة على Steam بأن فريق التطوير “يستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية للمساهمة في تطوير بعض الأصول داخل اللعبة.”

نفس العبارة بالضبط ظهرت سابقًا في صفحات Black Ops 6 وWarzone، كما أشار تقرير PCGamesN.

إذن، ما الجديد؟
الجديد هو السياق.
هنا لا نتحدث عن أدوات خلفية أو تجارب موجهة للمطورين، بل عن محتوى بصري مباشر يراه اللاعب ويكافأ به. وهذا هو جوهر التوتر.

ما وراء الصورة: لماذا تبدو بعض بطاقات Black Ops 7 “غريبة”؟

تشير تقارير Engadget إلى وجود أكثر من 680 بطاقة داخل اللعبة، عدد ضخم يفسر سبب لجوء الاستوديو لأتمتة جزء من عمليات الإنتاج.

إضافة إلى ذلك، أشار التقرير نفسه إلى أن هذه البطاقات تبدو في بعض الحالات وكأنها نُفّذت على عجل، ربما بسبب ضغط الوصول للإطلاق المتزامن مع Game Pass—قرار استراتيجي ضخم لمايكروسوفت يحتاج إلى التزام زمني لا يحتمل التأخير.

ومع التطور الهائل في أدوات التوليد خلال الأشهر الأخيرة، أصبحت الأخطاء الفجة—مثل الزومبي ذي الأصابع الستة الذي ظهر سابقًا وانتقده اللاعبون كما وثّق PCGamesN—أقل وضوحًا. لكن "روح" الصورة ما تزال تكشف الكثير: التكوين الغريب، التظليل الملتبس، والطابع "المصطنع" الذي يصعب وصفه لكنه يسهل التقاطه بالعين.

الصراع داخل الاستوديو: كيف يتعامل المطورون أنفسهم مع هذه الأدوات؟

النقاش يأخذ بُعدًا أكثر تقنية عندما نستعين بتصريح رئيسي أشار إليه تقرير PCGamesN حول مقابلة أجرتها IGN سابقًا. في تلك المقابلة، شدّد مايلز ليزلي، المخرج الإبداعي المساعد في Treyarch، على أن أدوات الذكاء الاصطناعي تُستخدم لمساعدة الفنانين، لا لاستبدالهم. قالها بصيغة تؤكد على أن اللمسة البشرية تبقى في النهاية عنصرًا لا يمكن الاستغناء عنه.

هذه الجملة ليست مجرد محاولة لتهدئة اللاعبين. إنها انعكاس حقيقي لصراع يعيش داخل معظم استوديوهات الألعاب اليوم: كيف تستفيد من الذكاء الاصطناعي دون أن يشعر جمهورك بأنك اختصرت الطريق؟

الأثر الفعلي: كيف يغيّر هذا مستقبل تطوير الألعاب؟

بناءً على تحليل اتجاهات الصناعة الأوسع—ومن خلال ما لاحظته خلال سنوات متابعة أدوات التطوير—يمكن استخلاص ثلاث حالات استخدام واقعية توضّح كيف يمكن لموجة الذكاء الاصطناعي في Black Ops 7 أن تعيد تشكيل الإنتاج:

1. دعم المطورين المستقلين… وليس الشركات الكبرى فقط

حتى لو جاء المثال من لعبة AAA، فإن ما يحدث هنا سيخلق سابقة. عندما ترى الاستوديوهات الصغيرة أن Activision نفسها تستخدم توليد الصور في بعض الأصول، فهذا يفتح الباب أمام موجة أدوات إنتاج جديدة تجعل بناء عوالم لعب كاملة ممكنًا لفِرق أصغر.

2. اختصار الوقت في “اللحظات الحرجة” من التطوير

الفترة التي تسبق الإطلاق بأسابيع غالبًا ما تكون كابوسًا. الذكاء الاصطناعي هنا يمكن أن يملأ الفجوات بسرعة. وهو ما قد يفسر، كما أشار تقرير Engadget، سبب ظهور بعض البطاقات بشكل غير مصقول—معادلة بين الوقت والجودة.

3. توسيع مكتبات المحتوى الديناميكي في تجارب الأونلاين

المحتوى المتغيّر وفق الموسم أو المعتمد على تحديات أسبوعية يحتاج إلى ضخ مستمر. أدوات التوليد تتيح توفير هذا الضخ دون أن ينهار فريق التطوير تحت ضغط الإنتاج.

هذه ليست حقائق وردت في المصادر، بل قراءة مهنية مستمدة من متابعة طويلة لكيف تتصرف الاستوديوهات عند مواجهة قيود السوق والوقت والموارد.

لكن التحدي الحقيقي يكمن في سؤال أبسط بكثير

هل يقبل اللاعب أن يدفع ثمن لعبة كاملة بينما بعض مكافآتها البصرية ليست من صنع يد بشرية؟
هذا السؤال، وليس الأداة بحد ذاتها، هو الذي سيحدد مستقبل استخدام الذكاء الاصطناعي في الألعاب الضخمة.

ما تعلمته من سنوات تغطية التكنولوجيا

كل موجة تقنية جديدة في هذه الصناعة تبدأ بالطريقة نفسها: ضجيج، خوف، حماس، ثم واقع أكثر هدوءًا. ما يحدث مع إطلاق Call of Duty Black Ops 7 يذكرني للغاية بما حدث عندما بدأت استوديوهات السينما تستعين بمحركات الـCGI في أوائل الألفينات. الجمهور شعر أن هناك شيئًا "غير طبيعي"… حتى تعلمت الصناعة كيف تدمج الأداة دون أن تطغى على التجربة.

المعايير الفنية دائمًا تتأقلم، لكن توقعات الجمهور أكثر صرامة.
وللمطورين، النصيحة العملية واضحة:

استخدموا الذكاء الاصطناعي لتسريع الإبداع ليس لتقليصه.

ولرؤساء الفرق: ضعوا حدودًا واضحة بين ما يجوز أن تتولاه الخوارزميات وما يجب أن يبقى في يد الفنان.

أما اللاعبين؟ فسيستمرون في التقاط التفاصيل بحساسية مذهلة—وهو أمر جيد. لأن ضغط الجمهور هو ما يجعل الأتمتة تتطور دون أن تتحول إلى اختصار مُضر للجودة.

هنا، في قلب جدل Black Ops 7، تتشكل واحدة من أهم معارك الصناعة: كيف نبني ألعابًا أسرع… دون أن نفقد الروح التي تجعلها تستحق اللعب أصلًا.

أحدث أقدم